استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

أتلاشَى الحديثَ مع والدتي

أنا فتاةٌ أبلغُ من العمرِ( 20) عاماً، أبي شخصيتُه ضعيفةٌ جداً! ويعملُ بشكلٍ غيرِ منتظمٍ، ووالدتي موظفةٌ وكلُّ شيءٍ على عاتقِها، وتتحملُ المسئوليةَ كاملةً؛ ما ينعكسُ سلباً على مزاجِها… فهي متوترةٌ وعصبيةٌ دائماً، وبالتالي يؤثّرُ ذلك على أجواءِ البيتِ؛ فنفتقدُ الأجواءَ الأُسريةَ… لذلك فعلاقاتي مع والدتي مصحوبةٌ بالعصبيةِ والصراخِ! وأصبحتُ أتلاشَى الحديثَ معها في أيِّ موضوعٍ، ماذا أفعلُ ؟

عزيزتي صاحبة المشكلة:

حالةُ هذه الأسرةِ ليست الوحيدةَ؛ بل أصبح لدَينا عددٌ ليس بالقليلِ من الأُسرِ؛ التي تُعيلُها الأمُّ لسببٍ أو لآخَرَ، لهذا لابدَّ من تقديرِ هذه الأمِّ التي تأخذُ على عاتقِها إعالةَ الأسرةِ في الداخلِ والخارجِ في مجالِ العملِ، ويجبُ علينا مراعاةُ ظروفِها وتقلُّباتِ مزاجِها أيضاً، وأنْ نراعيَ حجمَ المعاناةِ التي تتحملُها هذه الأمُّ، وعلى الأبناءِ أنْ يُثمِّنوا غالياً مجهوداتِ هذه الأمِّ؛ التي تلعبُ دورَ الأبِ أيضاً في تحمُّلِ مسئوليةِ الأسرةِ. العصبيةُ الزائدةُ قد تكونُ من ضغوطاتِ العملِ، وفي نفسِ الوقتِ مطلوبٌ منها ممارسةُ مَهامِّها البيتيةِ؛ وكأنها لا تعملُ في الخارجِ، لذا  يجبُ أنْ توزَّعَ المَهامُ داخلَ البيتِ على الأقلِّ؛ بحيثُ عندما تعودُ الأمُ من عملِها تجدُ أمورَ البيتِ على ما يرامُ، حيثُ كلُّ واحدٍ من الأبناءِ يقومُ بأداءِ مَهامٍّ مُعيّنةٍ تخفّفُ من الأعباءِ عن الأمِّ؛ وبالتالي ستشعرُ الأمُّ بأنّ هناك إحساسٌ وتقديرٌ لمجهوداتِها التي تبذلُها خارجَ البيتِ، وأنَّ ما يقومُ به الأبناءُ ما هو إلا عرفانٌ بفضلِ الأمِّ التي تتعبُ من أجلِهم، وهذا سيُدخِلُ السَّكينةَ إلى قلبِها، وتحافظُ على هدوئها، وتعودُ الأجواءُ الأُسريةُ إلى البيتِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى