هل الرد عن طريق الإشارات خلال الصلاة يبطلها ؟

أجاب عن التساؤلات الدكتور “سلمان الداية” أستاذٌ مشارك في الفقهِ وأصوله بكليةِ الشريعة في الجامعة الإسلامية .
هل الرد عن طريق الإشارات خلال الصلاة يبطلها ؟
إذا كانت الإشارةُ بحركةِ واحدةٍ أو حركتين لا تُبطِلُ الصلاةَ، لحديث أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَيْ نَعَمْ…”. [أخرجه: البخاري/ صحيحه ].
فإنَّ مثلَ هذه الحركةِ لا تضرُّ الصلاةَ، وإن زادت على ذلك فيُنظرُ: فإن كان بين الحركة والحركة سكونٌ ولو بقدر تسبيحة فإنها لا تذهب بهيئةِ الصلاةِ فلا تضرها؛
لحديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَفْتَحْتُ الْبَابَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” قَائِمٌ يُصَلِّي، فَمَشَى فِي الْقِبْلَةِ إِمَّا عَنْ يَمِينِهِ، وَإِمَّا عَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى فَتَحَ لِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُصَلَّاهُ “.[أخرجه: أحمد/ مسنده]
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أمامه بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا».[أخرجه: البخاري/ صحيحه].
وإن كانت الحركات متتاليةً فإنها تضرُ الصلاة؛ لحديث أبي بَكْرَةَ، جَاءَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِعٌ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ نَعْلِ أَبِي بَكَرَةَ وَهُوَ يَحْضُرُ، يُرِيدُ أَنْ يُدْرِكَ الرَّكْعَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ السَّاعِي؟» قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَنَا، قَالَ: «زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا، وَلَا تَعُدْ».[أخرجه: أحمد/ مسنده].
من فوائد الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عذره للجهالة ومنعه من العود إلى مثل ذلك.