دين ودنياصحتك بالدنيا

التشنُّجاتُ الحرارية.. كي لا تمُرّي بتجربةٍ مرعبةٍ مع طفلِك

يصابُ العديدُ من الأطفالِ في أولى سنين عمرِهم، بارتفاعِ درجة حرارتِهم لأسبابٍ مختلفة، تتعددُ ما بين الالتهاباتِ الفيروسيةِ والبكتيريةِ وغيرِها، وقد يصاحبُ ارتفاعَ درجةِ الحرارةِ عند بعضِ الأطفالِ تشنجاتٌ حراريةٌ، تجهلُ الأمُ التعاملَ معها، حيثُ بينتْ الدراساتُ أنّ (5%) من الأطفالِ قد يتعرضونَ لمِثلِ هذه التشنجاتِ الحرارية، وقد تؤدي إلى مخاطرَ كثيرةٍ تهدّدُ حياة الطفلِ أو مستقبلَه في بعض الأحيانِ، إذا ما أُسيءَ التعاملُ معه.

تحدّث للسعادة د. “محمود الهشيمي” _أخصائي أطفال_ عن أسبابِ التشنجاتِ الحراريةِ وأعراضِها وكيفيةِ إسعافِ الطفل، متبعينَ بذلك الإجراءاتِ العمليةَ التي تمكّنُ للوالدينِ في كيفيةِ التعاملِ معها بطريقةٍ تضمنُ الحفاظَ على حياتِه.

 

يعرّف د. “محمود” التشنجاتِ الحراريةَ بأنها حركاتٌ ارتجاجية مفاجئةٌ غيرُ إراديةٍ تصيبُ الأطفال، حيث أنّ الطفلَ المصابَ بهذه التشنجاتِ لا يمكنُه التحكمُ بها، سواءٌ كانت شاملةً أو جزئيةً، وتشملُ الأطرافَ كلَّها أو معظمَها أو بعضَها، أو قد تشملُ عضلاتِ الوجهِ، وقد تحدثُ عند الأطفالِ ما بين( 6 شهور إلى 5 سنوات) من العمرِ.

 

الأسبابُ التي تؤدي لحدوثِها :

عادةً ما تحدث التشنجاتُ الحرارية نتيجةَ ارتفاع درجةِ الحرارة، بغضِّ النظرِ عن أسباب ارتفاعِ درجةِ الحرارة، التي قد تصلُ إلى أكثرَ من( 39) درجةً، وقد يكونُ سببُ ارتفاعِ الحرارةِ إصابةَ الطفلِ بأيِّ التهاب بسيط، سواء بكتيري أو فيروسي  ( خارج الجهاز العصبي )، كما أنّ الكثيرَ من الحالاتِ مصحوبةٌ  بارتفاعٍ مفاجئ في درجة الحرارةِ، مِثل: (التهاباتِ الأذن الوسطى، التهابِ اللوزتين والحنجرة والبلعوم، التهاباتِ الشعيبات الهوائيةِ الفيروسية، التهابات المعدةِ والأمعاء)، وبالتالي قد تُحدِثُ التشنج الحراري، ولذلك يجبُ التفاعلُ مع ارتفاعِ الحرارةِ لدى الأطفالِ المعرّضين للتشنجِ الحراري بكلِّ حذرٍ واهتمام، و يجبُ عرضُ الطفلِ على أخصائي الأطفالِ، بمجردِ ارتفاعِ درجة الحرارة، والاهتمامُ بارتفاعِ درجة حرارةِ الطفلِ الطبيعي الذي لم يتعرضْ لأيِّ تشنجاتٍ من قبلُ، حيثُ أنّ ارتفاعَ درجة حرارةِ الطفل من الأشياءِ التي توضعُ في الحسبانِ، وقد تدومُ من ثوانٍ إلى دقائقَ، وتترافقُ دائماً مع ارتفاعِ درجةِ الحرارة.

 

ويوضّح د. “محمود” خطورةَ التشنجات الحرارية قائلا التشنجاتُ الحرارية تسبّبُ نقصَ الأكسجين عن الدماغ، و بالتالي فإنّ استمرارَها وعدمَ متابعتها قد ينتجُ عنه ضررٌ دائمٌ غيرُ قابلٍ للعلاجِ، قد يُحدِثُ شلَلاً، أو توقفَ نموِّ الدماغِ أو الجسم، أو تلفاً في الأعصابِ والدماغ، في حال لم تعالجْ بطريقةٍ سليمة، أو تم إهمالُ الحالة وتجاهلُها، أو عدمُ التعاطي معها بطريقةٍ سليمة.

 

ويذكرُ لنا دكتور الأطفالِ توجيهاتٍ على الوالدَين إتباعُها حالَ حدوث نوبةِ التشنجات :

على الأهل في البدايةِ محاولةُ ضبطِ النفس، والتصرفُ بحِكمة، وأهم نصيحةٍ نقدّمها للأمِ خلال هذه الحالة، هي أنْ تكونَ أكثرَ هدوءاً، ويجبُ عليها قبل كل شيء، أنْ تحافظَ على مجرى التنفسِ لدى الطفلِ، وتحاولُ وضعَ ابنِها على أحدِ جانبَيه، مع إمالةِ الرأس قليلاً، ولا تسمحُ للإفرازاتِ النازلةِ في الفمِ الدخولَ في مجرى التنفسِ لدى الطفلِ، لأنّ ذلك يزيدُ من سوء حالتِه، وقد يؤدي إلى الاختناقِ، خاصةً أنّ الطفلَ لا يكونُ في وعيه الكاملِ خلال هذه الدقائقِ، إذ أنّ اللعابَ يكون خلال هذه الفترة كثيفاً ومسترسلاً في النزولِ، كما يجبُ أنْ تعملَ الأم على عدمِ السماحِ لطفلِها بعضِّ لسانِه، ومن أجل ذلك يمكنُ أنْ تضعَ أيَّ شيءٍ معقّمٍ في فمِ الطفلِ.

وفكّ أيِّ ملابسَ موجودةٍ حول منطقةِ الرأسِ والرقبة، وتقاسُ درجة حرارته، ويعطَى خافضَ حرارة على شكلِ أقماعٍ أو تحاميل، لأنها أسرعُ مفعولاً وأضمنُ ألاّ يتقيأَ الطفلُ، فيدخلُ أيُّ جزءٍ من القيءِ إلى المسلكِ التنفسي مسبّباً الإزرقاقَ الذي يؤدي إلى الاختناق، ومن ثم يمنعُ إعطاءُ الطفلِ أي شيء عن طريقِ الفم، بعد هذه الإجراءاتِ الاحترازيةِ، على الأمِّ أنْ تعملَ قدرَ استطاعتِها على تخفيضِ درجة حرارة طفلِها إلى الحدودِ الممكنة، حيث توضعُ كماداتِ ماءٍ باردٍ على جبهةِ الطفلِ وأطرافِه، وعلى أماكنَ متفرقة من الجسم، مع تدليلكٍ خفيفٍ للجلدِ لتوسيعِ الأوعيةِ الدمويةِ السطحية، ووضع الطفلِ في مكان واسعٍ وآمنٍ على الأرض أو على السريرِ، بعيداً عن أي شيء يمكنُ أن يصطدمَ به أثناء نوبةِ التشنج، وخلالَ نقلِه للمستشفى، يجبُ أنْ يكونَ مع الأم فوطةٌ مبلولةٌ بالماء؛ من أجلِ تخفيفِ حرارة الطفلِ، وإخراجِه من حالةِ التشنج.

على أنّ الغالبيةَ من التشنجات الحراريةِ تكونُ تقليدية، وتتراوحُ بين ( 10إلى 15 )دقيقةً كمدة لانتهائها، وتنتهي عادة دون تدخّل طبي، ولكنّ هذا لا يعطي الأم حقَّ عدمِ الاهتمامِ بطفلها، وعدمِ مساعدتِه على خفضِ الحرارةِ، والمحافظة على مجرى التنفسِ سليماً، ونقلِه إلى المستشفى بأسرعِ وقتٍ ممكن .

فالطفل الذي يصابُ بالتشنج الحراري البسيط لن يتأثرَ بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وسوف ينمو ويتطورُ فكرياً وحركياً بشكٍ طبيعي لا يختلفُ عن أيِّ طفلٍ آخَر.

 

نصائح للام لتتجنب إصابة طفلها بالتشنجات الحرارية:

عادة تتشكل خبرةٌ تراكمية لدى الأمِ حول طفلها الذي أصيبَ في السابق بنوبة من التشنجات الحرارية، وستعلمُ الأم أنّ ابنها لديه قابليةٌ للإصابة مجدّداً بها، لذلك عليها أنْ تستمرَّ في مراقبته عن قرب، خاصة إذا أصيبَ بالتهابٍ أو مرض؛ لأنّ الإصابة الفيروسيةَ والالتهاباتِ تزيد من إمكانيةِ إصابة الطفلِ بالتشنجاتِ الحرارية، ففي حالة حدوثِ المرض، يجبُ أنْ تراقبَ الأم وضعَ طفلها، وتأخذَه إلى الطبيب فوراً، كي يعطيه الأدويةَ الخاصة التي يمكنُ أنْ تجنِّبَه الحرارة المرتفعة، وتساعدَ في شفائه، ولكنْ على الأم أنْ لا تنساقَ وراء إعطاء طفلِها أدويةً دون وصفةٍ طبية، مثلما يفعل الكثيرون، بل يجبُ أنْ يتم إعطاؤه الدواءَ تحت إشرافٍ طبي، لتنّجبَ حدوثِ أيِّ مضاعفات.

ولكنْ يمكنُ إعطاء الطفل أدويةً خافضةً الحرارة، كالتحاميلِ والشراب ، والتي تساعدُ على خفضِ حرارةِ الطفل بصورة سريعة، و يجبُ على الأم أنْ تحاولَ قدرَ المستطاع، أن لا تزيدَ درجةُ حرارة طفلها عن (38،5 )درجة مئوية، ولمعرفة ذلك، ينصحُ أنْ تحافظَ الأم على وجودِ ميزانِ قياسِ درجة الحرارةِ في المنزل، لمراقبةِ الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى