كتاب الثريامدونات الثريا

بيتٌ قوي شخصيةٌ قوية ومجتمعٌ سليم

بيتٌ قوي شخصيةٌ قوية ومجتمعٌ سليم

بقلم: إبراهيم المدهون

كلٌّ مِنا يعيش لحظات ألمٍ ومعاناة، وتداهمُه الضغوطاتُ إنْ كانت خارجيةً أو داخلية، موروثةً أو مكتسَبةً من خلال الحياة وتقلباتِها ، وهناك من يحوّلُ الآلامَ لآمالٍ، ومنهم من يحوّل الآمالَ لآلامٍ!، والمِنَحَ لمِحنٍ، بعكس من يستثمرُ كل مِحنةٍ وأزمة ليجعلَها مِنحةً يرتقي بها، ويصل لأبعدَ مما كان يتصور . البيتُ هو أول مِعوَلِ بناءٍ في الإنسان؛ إن ّصلحَ وقويَ وتماسكَ؛ ستجدُكَ قادراً على مواجهةِ أي منعطفٍ أمامك، أو انتكاسة تداهمُك، لهذا فالحرصُ على بناء بيتٍ قويمٍ سليم متجانسٍ متكامل متعاضدٍ؛ هو أولُ خطوةٍ في مواجهة الحيا.، وأولُ خصالِ البيت السعيدِ أنْ يُبنَى على تقوَى اللهِ والإيمان به، والحَضُّ على المعروفِ، والتناهي عن المنكر، والالتزامُ بالعبادات إنْ كانت جماعيةً أو فردية، والحرصُ على المعاملاتِ الإنسانيةِ الراقية، فالجميعُ في هذا البيت يأخذُ حقَّه، ويؤدي واجباتِه، لا استقواءَ فيه لكبيرٍ على صغيرٍ، أو لرجلٍ على امرأة، ولا يوجدُ فيه مفاضلةٌ بين الذكر والأنثى، القوي والضعيف. بل كلُّهم في بوتقةٍ واحدة في بيئة متكاملةِ؛ لسعادة وتقويةِ هذا البيت. وأجملُ ما يقوّي رباط البيوتِ والأُسرِ؛ هو نشرُ المودةِ، وأنْ يحبَّ كلُّ واحد فيه لغيرِه ما يحبُّ لنفسِه، فالزوجة لا تقبلُ أنْ تفعلَ ما لا ترضاهُ  لنفسها، وأنْ تعاملَ أهلَ زوجِها كما تعاملُ أهلها، والزوج لا يسيءُ لزوجته؛ كما يَكرهُ أنْ يساءَ به لابنتِه أو أخته، فلا يشتمْها أو يَحقِرْها ويستقِلّ بها، أو يمنعْها مما لا يقبلُ أنْ تُمنعَ بناتُه أو أخواتُه عن…  ومعرفةُ الأخِ كيف يحترمُ أخته؛ يؤهِلُه لاحترامِ زوجتِه في المستقبل، وحينما تَعلمُ الأخت، وتتعلمُ كيف تعاملُ أخاها وتقدِّرُه، فتتوازن نفسياً، وتتوطنُ على معرفة معاملة زوجِها بعد ذلك . الكلمةُ تُحيِي وتميتُ، تقوّي وتُضعف، وتمنحُ الفرحَ والكآبة، والبيوتُ التي تنتشرُ فيها الكلماتُ الحلوةُ المشجِّعة المحفّزةُ؛ تَبني نفساً سويّةً متوازنةً، أمّا البيوتُ التي تتفشَّى بها الكلماتُ القبيحةُ المنفّرةُ المُحبِطةُ اللائمةُ؛ تُفرِزُ نفوساً هشةً تائهةً تعيسةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى