كتاب الثريامدونات الثريا
ألفُ عام
خلفَ السياجِ أقفُ أمامَ القُضاةِ والمُحلَّفينَ، لا تَهمُّني سِوى كلماتِ هؤلاءِ الذين انتزعوا مني لساني ويدَي، وسلّمَهمُ القدَرُ أمري، أقفُ أمامَهم وفي عينَيَّ عَبرة لا تنكف أو تتحدّرُ، وفي حلقي غصّةٌ أكبرُ من أنٍ تصعدَ أو تنزلَ، أقفُ و أنا ليس لي سِوى أن يُحكَمَ عليَّ بالبراءةِ؛ فأُعانقَ تُخومَ الضوءِ والنسائمِ، أو أُدانَ فيَحرِقَني لهيبُ السيفِ، أقفُ وقد مرّتْ ألفُ عامٍ وأنا بانتظارِ أنْ يُقالَ ستَحيَى أو تموتَ… ها أنا أستَقِلُّ سيارةً فارهةً يضمُّني دِفءُ منزلي، حولي سبعةُ أبناءٍ سيَنطلقونَ اللحظةَ نحوَ الدرسِ؛ فيما أنا سأتَّجِهُ نحوَ مقرِّ العملِ… المطرقةُ صوتُها ينفجرُ في أذُني، القضاةُ بعدَ ألفِ عامٍ سيُصدِرونَ الحُكمَ.
مشاركة / فضل عبد العال