صحتك بالدنيا

أهمُّ أسبابِ “تكيُّس المبايض” وأعراضِه وكيفيةِ علاجِه

“إلهام علي” إستشارى جراحةِ نساءِ وتوليد

هناك فرقٌ كبيرٌ بين تكيُّسِ المبيضِ، ووجودِ أورامٍ عليه، فتكيّسُ المبيضِ يعني وجودَ عددٍ من البويضاتِ صغيرةِ الحجمِ؛ لا يتعدّى حجمُ الواحدةِ منها “10” مم منتشرةٍ تحتَ الغلافِ الخارجي للمبيضينِ، وهذه الظاهرةُ مرتبطةٌ باضطرابِ الهرموناتِ التى يفرزُها المبيضُ.

وتقولُ “إلهام علي” استشاري جراحةِ  نساءٍ وتوليد:” إنّ أكثرَ أعراضِ تكيّسِ المبايضِ شيوعاً هي البَدانةُ، وتأخُرُ الحملِ، وارتفاعُ ضغطِ الدم، واضطرابٌ في الدورةِ والتبويضِ أيضاً، وعدمُ القدرةِ على الإنجابِ، وظهورُ شعرٍ زائدٍ, وزيادةُ دهنيةِ البشرةِ، ولكنْ ليس من علاماتِ التبويضِ نزولُ الدمِ على شكلِ أنسجةٍ قبلَ الدورةِ بيومينِ، فالتبويضُ يحدثُ قبلَ نزولِ الدورةِ بأسبوعينِ تقريبًا، وهذا يُعدُّ من علاماتِ التكيّسِ، واضطرابِ الدورةِ أو قلّتِها، وجديرٌ بالذكرِ، أنّ الوقتَ الذي يحدثُ فيه التبويضُ هو في الغالبِ من اليومِ العاشرِ من بدءِ نزولِ دمِ الدورةِ إلى اليومِ السابع عشرَ, وقد يختلفُ من امرأةٍ لأُخرى حسبَ “دورتِها الشهريةِ”، وأيُّ تكيّسٍ للمبيضِ لابدَّ أنْ يرفعَ في نسبةِ هرمونِ (التستوستيرون) الذكري، هرمونِ الذكورةِ ، و قد يحدثُ حملٌ في بعضِ الحالاتِ، وفى الغالبِ يكونُ ضعيفاً، وقد يسقطُ، وقد يتكرّرُ الإسقاطُ في حالةِ عدمِ أخذِ العلاجِ.

وتتابعُ الدكتورُ حديثَها: إنّ تكيّسَ المبايضِ يعدُّ من أكثرِ حالاتِ اختلالِ الهرموناتِ شيوعاً، في السيداتِ، ولكنّ السببَ الرئيسَ غيرُ معروفٍ، وهناك عدّةُ عواملَ تؤدّي إليه، فالبعضُ يرى أنّ المشكلةَ في الغدّةِ النخاميةِ (Pituitary gland)، حيثُ إنّ هناكَ زيادةً فى هُرمونِ إل أتش( LH ) ؛يؤدّي لانخفاضٍ في هرمونِ “الإستروجين” الذي يجعلُ للأكياسِ الموجودةِ في المبيضِ استجابةً عشوائيةً، وغيرَ منتظَمةٍ، ويرى آخَرونَ أنّ المشكلةَ تقعُ داخلَ المبيضِ، حيثُ قد لا يستجيبُ لهرموناتِ الغدّةِ النخاميةٍ بشكلٍ مناسبٍ كما في المبايضِ الطبيعيةِ، وهناك فريقٌ ثالثٌ يرى أنّ المشكلةَ تقعُ في الغدّةِ الكظريةِ (الجاركلوية)، حيثُ إنها تُنتجُ كميةً كبيرةً من الهرموناتِ الذكريةِ كهرمونِ DHEAS))  الذي يؤدّي لتَكيّسِ المبايضِ، وهناك نظريةٌ جديدةٌ تقولُ “إنّ قلّةَ إفرازِ هرمونِ دوبامين (Dopamine) في المراكزِ العليا في المُخِّ، يؤثّرُ على الغدّةِ النخاميةِ”.

وتوضّحُ الدكتور  أنّ تشخيصَ المرضَ يكونُ بملاحظةِ قلّةِ أو ندرةِ الدورةِ الشهريةِ، وبمشاهدةِ الشكلِ المميزِ للمبايضِ بالأشعةِ فوقَ الصوتيةِ، (الإلتراساوند)، وبفحصِ المبايضِ يظهرُ أنّ هناك عدداً كبيراً من الأكياسِ المحتويةِ على بويضاتٍ جاهزةٍ للتبييضِ في كلِّ دورةٍ شهريةٍ، ولكنّ المفروضَ أنّ كيساً واحداً كلَّ دورةٍ ينمو ويُنتجُ بويضةً ناضجةً كلَّ شهرٍ، ولكنْ ما يَحدثُ أنّ عدداً كبيراً من الأكياسِ ينمو في وقتٍ واحدٍ، ثُم يتوقفُ نموُّها جميعاً في منتصفِ الطريقِ؛ وبالتالي لا تَصلُ للحجمِ المناسبِ، وقد لا يَحدثُ حملٌ، وتَظهرُ هذه الأكياسُ بالأشعةِ الصوتيةِ كحبّاتِ عِقدِ اللؤلؤِ، ويَتمُ التشخيصُ بمراجعةِ مختصِّ أمراضِ نساءٍ وتوليد، ويتمُ تشخيصُ “تكيّسِ المبايضِ” عن طريقِ فحصِ المبايضِ بجهازِ الموجاتِ فوقَ الصوتيةِ، وعملِ قياسٍ لمستوى هرمونِ “الأنسولين” في الدمِ، وعملِ تحليلٍ للهرموناتِ الأُنثويةِ في اليومِ الثاني أو الثالثِ من تاريخِ نزولِ الدورةِ؛ خاصةَ لهرمونَي الـ( FSH والـ LH)، أو عملِ تحليلٍ لنسبةِ هرمونِ الذكورةِ، testosterone))، أو عملِ تحليلٍ لوظائفِ الغدّةِ الدرقيةِ TSH))؛ لأنّ قصورَها يسبّبُ ارتفاعًا في هرمونِ الحليبِ “البرولاكتين” PROLACTINE))، ويسبّبُ عدمَ انتظامِ الدورةِ؛ ولذلك لابدّ من عملِ هذا التحليلِ، تَحسُّباً من أنْ يكونَ خللُ وظائفِ الغدّةِ الدرقيةِ هو المسبِّبُ لظهورِ أعراضٍ مشابهةٍ لأعراضِ تكيسِ المبايضِ.

وتؤكّدُ أنّ علاجَ “تكيس المبايض” يتركزُ الجزءُ الرئيسُ منه على المريضةِ نفسِها؛ حيثُ إنّ معظمَ المريضاتِ يُعانينَ من سمنةٍ، وقد تكونُ مفرِطةً؛ لذا فإنّ إنقاصَ الوزنِ يؤدّي إلى انتظامِ الهرموناتِ، وقد يؤدّي لحملٍ مع العلاجِ البسيطِ، ويعتمدُ علاجُ “تكيس المبايض” على وضعِ المريضةِ. السيداتُ اللواتي يرغبنَ في الحملِ يتمُ لهنّ استخدامُ بعضِ الأدويةِ، وتكونُ عبارةً عن الهرموناتِ المُفرَزةِ من الغدّةِ النخاميةِ التي تقومُ بتنشيطِ المبايضِ، وتُعطَى بصفةٍ يوميةٍ منذُ اليومِ الثاني من الدورةِ؛ حتى تصِلَ “الجربياتُ” إلى الحجمِ والعددِ المناسبِ، وأنواعٌ أخرى من العقاقيرِ التي تساعدُ على نضوجِ البويضةِ؛ حتى يصلَ “الجريب” إلى مرحلةِ الانفجارِ، وقد تؤدِّي بعضُ الأدويةِ إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ؛ لذا لابدّ أنْ تُعطَى من قِبلِ استشاري متخصصٍ، وأيضاً أدويةُ السُكّري لتنشيطِ المبايضِ؛ وخاصةً في حالِ مقاومةِ الخلايا للأنسولينِ.

وتشيرُ الدكتورُ إلى أنه يمكنُ علاجُ التكيّسِ جراحياً؛ حيثُ يَتمُ استئصالُ جزءٍ من كلِّ مبيضٍ بما يعادلُ الثُلثَ، وهذه العمليةُ فعالةٌ في استعادةِ التبويضِ، ولكنها تعدُّ من العملياتِ القديمةِ في التاريخِ الطبي، لأنه عادةً ما يَحدثُ بعدَها التصاقاتٌ حولَ قنواتِ (فالوب) قد تمنعُ الحملَ، أو عن طريقِ كَيِّ المبايضِ بالمنظارِ الجراحي، وتُستخدمُ هذه العمليةُ في حالِ فشلِ العلاجِ بالأدويةِ فى مرضَى متلازمةِ تكيّس المبايضِ، ولا تحتاجُ المريضةُ بعدَها إلى متابعةِ التبويضِ بالأشعةِ، ويَتمُ كيُّ المبايضِ بالمنظارِ الطبي عن طريقِ البطنِ؛ بواسطةِ الليزرِ أو التيارِ الكهربائي، ولا فَرقَ في النتائجِ بينهما، حيثُ إنّ (80%) من السيداتِ يحصلُ لديهِنَّ تبويضٌ ذاتي بعدَ هذه العمليةِ، كما يمكنُ علاجُ تكيّسِ المبايضِ بواسطةِ أطفالِ الأنابيبِ، والتلقيحِ الصناعي، أو الحَقنِ المَجهريّ، ويُنصحُ به في حالِ وجودِ ضعفٍ في عددِ الحيواناتِ المنويةِ ، أو في حالِ ارتفاعِ نسبةِ الحيواناتِ المنويةِ المشوَّهةِ في السائلِ المَنوي لديهِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى