غير مصنف

كيف تعلمي أطفالك التنظيم و الترتيب؟

إعداد: المهندسة ميادة حبوب

بعد تنظيم وتنظيف وترتيب شاق طوال النهار حيث تلتفتين حولك فتجدين ملابساً ملاقاة على السرير وألعاباً تفترش الأرض وقصاصات أوراق منثورة في الأرجاء وأغطية مكومة كالجبل، و أما الخزانات والأدراج فلها حكاية أخرى حيث تنهال عليك كومة الملابس التي كنتِ قد غسلتها ورتبتِها أمس.. كل هذه المشاهد وربما أكثر تتوالى يوميا على الأمهات فتعلوا الأصوات والصرخات والتهديد والوعيد لأن طاقتهن استنفذت وقواهن خارت وفي النهاية يخسرن الجولة ويقمن بإعادة الترتيب والتنظيم وحدهن.

إن تعويد الأطفال على التنظيم والترتيب ليصبح روتيناً يومياً هو خطوة مهمة لتخفيف الأعباء المنزلية على الأم ولكن ما هي الأساليب التي يمكن أن تتبعها الأم لتجد آذاناً صاغية لنداءاتها وصيحاتها ويصبح الترتيب جزءاً لا يتجزأ من شخصية الأطفال، إن أولى الخطوات التي عليك اتباعها هو أن تكوني قدوة وأن ترتبي معه ليتعلم آليات الترتيب وطرقه ومن المهم أن تتحدثي أثناء هذه العملية عن معنى التنظيم وأهميته وأن تذكري أسماء الأغراض والأشياء التي بحاجة إلى ترتيب وتذكري مكانها المناسب.

 لذلك من المهم تخصيص مكان لكل شيء، فلا تتركي أي شيء مهما كان بسيطاً أو صغيراً دون تحديد مكان يوضع فيه سواء كان صندوقاً أو دولاباً أو خزانة أو كيساً، وعلمي أطفالك أن هذه هي الأماكن المناسبة لهذه الأغراض مع إعطاء الطفل تعليمات واضحة ومركزة فلا تطبي منه بقولك: “أريد غرفة مرتبة خلال دقائق” لأن مفهوم ما هو مرتب بالنسبة للطفل مختلف عنه بالنسبة لك كأم بل قولي له: “أريد أن تجمع الألعاب في الصندوق.. أو أن تضع الملابس مرتبة في الدولاب.. أو أن ترتب الأغطية وتفردها فوق السرير.. وهكذا”.

كما أن تعويد الطفل بالالتزام بروتين يومي يسهل عليه كثيراً عملية الترتيب والتنظيف، فإن اعتاد أن يستيقظ من النوم ويذهب للحمام ويغسل وجهه وأسنانه ثم يرتب سريره ويخلع ملابس ويضعها في الخزانة وعند عودته من المدرسة يكتب واجباته ويرتب حقيبته وبعد أن يلعب ويلهو يعيد ألعابه كل إلى مكانه فإنه بذلك يواظب على التنظيم دون تثاقل بحيث يصبح جزءا من حياته.

ويجب أن تضفي الأم شيئا من المتعة على عملية الترتيب كأن تعمل منافسة أو سباق بين الأولاد لترتيب غرفهم مثلا ويمكن أن تصنعي سلالاً ملونة ومزخرفة لتخزين الألعاب.

 ومن الأمور التي تسهل في عملية التنظيم أن تحدد الأم مكاناً لكل نشاط فعلى سبيل المثال  يكون الأكل في المطبخ .. ولعب الكرة في فناء المنزل..  والتلوين على المكتب..  والسرير فقط للنوم..  ولعب المكعبات على السجادة داخل الغرفة وبهذا تكونين قد وفرتي كثيرا من عناء الترتيب.

وأخيرا تذكري أن كلمات التشجيع والمديح لها أثر السحر على الأطفال ومما لا شك فيه أن تعليم وتعويد الأطفال التنظيم والترتيب مهم جدا أن يكون في الصغر وإلا سيصعب تعلمها في الكبر وستصبح الفوضوية سمة وصفة فيهم عصية على التغيير.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى