غير مصنف

تنسيق الحدائق المنزلية .. بين التخطيط والارتجال

مهما كانت فراغات منزلك الداخلية مرتبة ومنمقة، فقد تصل أحياناً إلى الشعور بالضيق والاختناق حيال هذه الجدران الإسمنتية وتشعر أنك بحاجة إلى الخروج من هذا الصندوق الحجري إلى عالم آخر أكثر نقاء وخضرة، فالتلوث المروري والضوضائي السائد في الآونة الأخيرة جعل من الحديقة المنزلية حاجةً ملحةً لتنقية بيئة المدينة بشكل عام وبيئة المسكن بشكل خاص، كما أصبحت الحديقة المنزلية مكملة لديكور المنزل فهي فن يدل على ذوق أصحابها.

إن تصميم الحدائق المنزلية ليست عملية ارتجالية بالمطلق بل لها طرق علمية وأسس تصميمية ومعايير زراعية وهندسية، وإلا أصبحت هدراً للمال والجهد، ولذلك هناك أنواع لتصميمات الحدائق منها: التصميم الهندسي أو المنتظم، وتكون أغلب خطوط الحديقة مستقيمة ومنتظمة والمساحات تأخذ الأشكال الهندسية الصريحة مثل المربع والمستطيل أو المثلث والدائرة بل ويعتبر هذا النظام ناجح في حالة الحدائق الصغيرة، ومن أنواعه النظام المتناظر وتكون فيه الحديقة مقسومة إلى جزئين متشابهين تماماً مما قد يؤدي أحياناً إلى الملل فهو نظام تقليدي قد يشعر الإنسان بالجمود والحدة، لذلك يلجأ بعض المصصميين لاستخدام النوع الثاني وهو التصميم الطبيعي الذي يحاكي الطبيعة ويستخدم الخطوط المنحنية الحالمة والدوائر والأشكال البيضاوية ويكثر من استخدام الأشكال غير الهندسية والتي تسمى بالأشكال العضوية وهذا النوع يناسب المساحات الكبيرة ولكنه يتطلب خبرة وإلا شعر الإنسان بالفوضى وعدم الترتيب، ولذلك يدمج المصممون أحياناً بين التصميم الهندسي والتصميم الطبيعي لإحياء التصميمات الهندسية الجامدة وإعطائها روح الطبيعة وهذا هو النوع الثالث والذي يطلق عليه اسم التصميم المختلط أو المزدوج.

ومن أهم مكونات الحديقة وأكثرها حاجة إلى عناية ورعاية واهتمام هو الغطاء الأخضر الذي يستخدم لتوفير الظلال للمباني ومساحات للجلوس كما تستخدم كمصدات للرياح والأتربة هذا بالإضافة لدورها الجمالي المعروف، كما يمكن استخدام النباتات استخداماً بنائياً كأن تكون أسواراً نباتيةً لتوفير خصوصية معينة لمساحة ما أو لحجب منظر غير مرغوب فيه، وينصح المصممون لتصميم حديقة منزلية بطريقة علمية وصحيحة بأن تقوم الأسرة بعمل قائمة بأنشطتهم المختلفة وتحديد الميزانية المتوفرة لديهم، ومن ثم تقسيم الأرض إلى مساحات حسب الأنشطة وربطها بممرات، وتوضع النباتات التي تحتاج إلى رعاية متواصلة قريباً من المنزل لسهولة ريها وتقليمها، كما  يجب إعداد الأرض الزراعية بحرثها مرتين لعمق 30 سم ووضع الأسمدة العضوية والكيماوية بالقرب من منطقة انتشار الجذور ويخلط السماد بالتربة ثم يغطى بطبقة أخرى من التربة وتروى الأرض ريا غزيرا وبعدها بيوم أو يومين يمكن زراعة الزهور والأشجار والشجيرات، وتتعدد العناصر الإنشائية داخل الحديقة مثل الأسيجة وأحواض الزهور وألعاب الأطفال وكراسي الجلوس وأعمدة الإنارة وأحواض السباحة والنوافير التي لها تأثيرا ساحرا خصوصا في فصل الصيف.

 وليستمر جمال الحديقة ويستمر معها الاستمتاع بأوقات أفراد الأسرة لا بد من الصيانة الدورية للحديقة وتشمل صيانة النوافير وأحواض السباحة والمقاعد وألعاب الأطفال إن وجدت وأجهزة الإنارة ونظام الري، هذا بالإضافة إلى أعمال القص والتقليم الدورية الخاصة بالأشجار والشجيرات والأعشاب وأعمال التسميد والرش الوقائي للنباتات وأعمال التعشيب والعزق والتنظيف، فكل هذا يحافظ على ديمومة الحديقة واستمراريتها.

وبشكل عام إن على الأسرة أن تساهم في تصميم حديقتها فهي أكثر دراية من غيرها بحاجاتها ونشاطاتها التي تحب أن تؤديها في الحديقة كما أن المتعة الحقيقية تكمن في رعاية أفراد الأسرة لحديقتهم فهي جزء منهم وهم جزء منها، تعكس ذوقهم ورقيهم وتكون بمثابة واحتهم الغناء يلتم فيها شمل الأسرة بعد يوم طويل شاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى