احذري أيتُها الأمهاتُ القسوةَ والتشدّدَ

يعتقدُ الكثيرُ من الأمهاتِ أنّ القسوةَ والتشدّدَ يُسهمانِ في تنشئةِ الأبناءِ وتربيتِهم؛ ولكنّ اعتمادَ هذا الأسلوبِ خطأٌ كبيرٌ؛ فهناك بعضُ الأخطاءِ عليكِ تفاديها عندَ التعاملِ مع أطفالِك.
– فرضُ الأوامرِ علي الطفلِ طوالَ اليوم:
نَجدُ الأمهاتِ يُصدِرنَ أوامرَ للطفلِ؛ ولا يترُكنَ له حريةَ اختيارِ أيِّ شيء,؛ والنتيجةُ أنّ الطفلَ يتظاهرُ بأنه لم يسمعْ شيئاً؛ وبالتالي لا يستجيبُ,؛ لذلكَ لابدّ من إعطاءِ حريةٍ للطفلِ؛ بحيثُ يتمكنُ من الاختيارِ والشعورِ بشخصيتِه.
– عدمُ الاتفاقِ علي نهجٍ تربويٍّ بينَ الوالدَين:
هذا الخطأُ هو نتيجةُ التضادِّ في المفاهيمِ بينَ الاثنينِ؛ ما يؤثّرُ على نفسيةِ الطفلِ بشكلٍ كبيرٍ؛ لأنه لا يعرفُ مَن منهما علي صوابٍ؛ الأمُّ أمِ الأبُ,؛ وهو ما يجعلُه ينجذبُ لأحدِهما دونَ الآخَرِ، ويؤثّرُ ذلكَ على احترامِه وثقتِه فيه؛ لذلكَ يجبُ الاتفاقُ على منهجٍ تربويٍّ واضحٍ، وحتى إذا تَعارضا في موقفٍ مُعيّنٍ؛ فلابدَّ أنْ يصدقَّ أحدُهما علي قرارِ الآخَرِ.
– التفرقةُ في المعاملةِ:
وهي كارثةٌ.. على الرغمِ من نفيِّ معظمِ الآباءِ والأمهاتِ لهذه التفرقةِ؛ إلّا أنّ أبناءً كثيرينَ يشعرونَ بها, والمطلوبُ هو التوازنُ والعدالةُ عندَ قدومِ الطفلِ الثاني؛ الذي غالباً ما يكونُ أكثرَ هدوءاً وجَذباً للانتباهِ؛ نتيجةَ اكتسابِ الأبوَينِ الخبرةَ في التربيةِ، ومن هنا تبدأُ التفرقةُ سواءً المعنويةَ أو الماديةَ.
– المقارنةُ بينَ الأبناءِ:
وهي طريقةٌ غيرُ عادلةٍ في التربيةِ,؛ لأنّ الفروقَ بينَ الأولادِ ستبقَى موجودةً دائماً, وتؤدي المقارنةُ إلي زرعِ المرارةِ بين الأخوةِ، والحطِّ من قدراتِ الأقلِّ تقديراً.
– عدمُ إشباعِ حاجةِ الطفلِ للرحمةِ والحبِّ والحنان:
هناك نوعٌ من الأمهاتِ يتعاملنَ مع أبنائهِنَّ بقسوةٍ وعنفٍ؛ كأنهم عسكريونَ أو ماكيناتٍ! ويتمُّ توبيخُهم ونقدُهم في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة,؛ هذا الخطأُ يتركُ في نفسِ الطفلِ آثاراً سيئةً كثيرةً؛ لذلك يجبُ أنْ تكونَ هناك دائماً مساحةٌ من المرحِ والترويحِ، مع التعاملِ الهادئ المُطمئنِ بحُبٍّ وحنانٍ؛ ليَسودَ التفاهمُ بين الجميعِ.