ماذا أفعلُ عندما يتشاجرُ أطفالي؟

الشجارُ بين الأطفالِ لا يكادُ يخلو منه بيتٌ من البيوت، وكثيراً ما يستمتعُ الإخوةُ وهم يتشاجرونَ مع بعضِهم البعضِ، فهم يتعرفونَ من خلالِ تلكَ المناوشاتِ على إمكاناتِهم، ونقاطِ الضعفِ والقوةِ عندَهم، وهم يجرّبونَ نشوةَ الإثارةِ والانتصارِ.
– إذا كان أحدُ الأولادِ عرضةً للإصابةِ بأذىً جسديٍّ؛ فعليكَ أنْ تتدخلَ فوراً ؛حتى تمنعَ الخطرَ المُحدِقَ؛ بأنْ تنادي عليهم أن يتوقفوا عن الشجارِ فوراً، وهذا ما يَحدثُ في شجارِ الأولادِ عادة، أمّا البناتُ فتميلُ إلى جولاتِ الصراخِ بدَلاً من استخدامِ العضلاتِ.
– ـ بعدَ تحقيقِ الهدوءِ، حاولْ أنْ تقضيَ وقتاً قصيراً في الاستماعِ إلى كيف بدأتْ المعركةِ ، رغمَ أنه من المستحيلِ غالباً أنْ تصلَ إلى القصةِ الصحيحةِ، ولكنّ المُهمَ هو أنْ تُشعِرَهم أنك مُحايدٌ وعادلٌ، وأنك تسمعُ لِما يجولُ في أفكارِهم.
– إذا لم يكنْ هناك ضربٌ أو استعمالٌ للعضلاتِ في النزاعِ؛ فلا حاجةَ إلى المسارعةِ للتدخلِ وحلِّ النزاعِ، فالأولادُ يحتاجونَ لمِثلِ تلك النزاعاتِ والخلافاتِ، فهُم يتعلمونَ منها أموراً كثيرةً، ولو حاولتَ منعَ الشجارِ تماماً؛ فإنهم سيبحثونَ عن بديلٍ لتفريغِ تلك الطاقةِ.
– تذكّرْ أنّ الخلافَ بين الأولادِ ليس كلُّه ضاراً، وليس بالسوءِ الذي يبدو للكبارِ.
– ـ أوضحْ لأبنائك أنك لستَ ضدَّ محاولتِهم لفضِّ الخلافِ بأنفسِهم، ولكنْ ضدَّ الضوضاءِ التي يصلونَ إليها لفضِ خلافِهم، وإذا كان الخلافُ على لعبةٍ؛ فيمكنُك أخذُ اللعبةِ منهم جميعاً، وأخبِرهم أنه يمكنُ استرجاعُها بعدَ أنْ يتوصّلوا إلى اتفاقٍ، وقد يحتاجُ الأمرُ إلى إرسالِ كلٍ منهم إلى مكانٍ أو غرفةٍ لفترةٍ قصيرةٍ.
– حاولْ ألّا تنحازَ مع أحدِ الأولادِ ضدَّ الآخَرِ، أشعِرِ الكبيرَ أنّ عليه أنْ يعطفَ على أخيهِ الصغيِر، واطلُبْ منه أنْ يخبرَك فوراً إذا كان قد حاولَ الصبرَ ولم يتمالكْ نفسَه.
– لا تسارعْ بمعاقبةِ المذنبِ؛ فإنّ ذلك ينمّي بينهم روحَ الغيظِ والانتقامِ، وقد يقعُ عقابُك على البريءِ، فيشُكُ الطرفانِ في حُكمِك في المستقبلِ.
– ـ لا تقارنْ الواحدَ منهم بالآخَرِ؛ فتقولَ لأحدِهم: (إنّ أخاك كان أفضلَ منك عندما كان في سنِّك)، أو (إنك على عكسِ أخيكَ، فهو يطيعُ من أولِ مرة)، فإنّ ذلك يجعلُ الولدَ يشعرُ بالذنبِ من نفسِه والغيظِ من أخيهِ.
ساعدي على تطويرِ النطقِ عند طفلِك
كلُّ طفلٍ يختلفُ عن غيرِه من حيثُ عددِ الكلماتِ التي يعرفُها ويستعملُها، فبعضُ الأطفالِ يتحلّونَ بقاموسٍ غني بالمفرداتِ ويستعملونها في حياتِهم اليوميةِ بالشكلِ الملائمِ، والبعضُ الآخَرُ يملكونَ قاموساً محدّداً من الكلماتِ السهلةِ .
عليكِ عزيزتي الأم أنْ تجلسي مع طفلِك أكبرَ وقتٍ ممكنٍ، وتتحدثي إليه، وتشرحي له الكلماتِ التي تحتاجُ إلى تفسيرٍ، فطفلُك في جميعِ الأحوالِ يفهمُك.
تسميةُ الأشياءِ التي نعرضُها أمام الطفلِ:
احرصي على تسميةِ كلِّ شيءٍ يقعُ تحت انتباهِ الطفلِ، أو كل شيءٍ يتفاعلُ معه، فيصبحُ أكثرَ انتباهاً لهذه الأشياءِ .
التحاورُ مع الطفلِ خلالَ اللعبِ :
شاركيهِ في اللعبِ، فالكلامُ الذي يستعملُه ثناء لعبِه سهلٌ جداً، ويسمحُ للطفلِ أنْ يدركَ الربطَ بينَ الأشياءِ والظروفِ المحيطةِ به؛ ما يساعدُ لاحقاً على استخدامِ هذه الظروفِ نفسِها كمرجعيةٍ ليفهمَ معنى الكلماتِ .
القراءةُ للطفل :
من المهمِ أنْ تَعرضي الكتبَ المصورةَ أمامَ طفلِك، وأنْ تحدّثيهِ عن كل صورةٍ، وانتظري ردّةَ فعلِه، والتي تصدرُ عن طريقِ إشاراتٍ صوتيةٍ تعبّرُ عن ابتهاجِه وسعادتِه.
تشجيعُ الطفلِ على استخدامِ الكلماتِ صحيحة :
يأتي هذا من خلالِ الحفزِ الإيجابي لكُل الكلماتِ التي ينطقُها بالشكلِ السليمِ، وعندما تتميزُ بقيمةٍ وظيفيةٍ يعبّرُ الطفلُ عن احتياجاتِه، أو مشاعرِه، ويكونُ هذا التشجيعُ ضِمنَ التبادلِ الكلامي اليومي في حياةِ الطفلِ.