غير مصنف

“نور”.. من طفلٍ يهوَى الرسومَ لمُنتجِ ألعابٍ إلكترونية

تقرير : رولا درويش

ينهمِكُ “نور” بين ثنايا حاسوبه الشخصي، ناقلاً ما يجول في خاطره من إبداعٍ ورسوماتٍ إلى صورٍ ينحتُها بعنايةٍ وإتقان، إنه الرسامُ “نور صالح”، ذو الـ ( 21)  عاماً من غزة، بدأ مسيرةَ الرسمِ منذُ نعومةِ أظفاره، في المرحلةِ الابتدائية، متنقِلاً بين المؤسساتِ والمراكزِ المتخصصة.

يركّز “نور”، على رَسم “الإنيمي”، ناقلاً الرسومَ الكرتونيةَ التي يشاهدُها على “التلفاز”، من رسومٍ كرتونيةٍ إلى صورٍ على حاسوبِه.

يقولُ “نور” للسعادة، إنّ والدَه – الرسام- هومن اكتشفَ موهبتَه منذُ الصغرِ، حين وجدَه يرسمُ على دفاترِه وكتبِه المدرسيةِ، وباشرَ بتعليمِه وتنميةِ موهبتِه يوماً بيومٍ، وأحضر له المجلاتِ المصورةَ، لتساعدَه في التعلمِ وتقليدِ الصورِ الموجودة.

بدايةُ المشوارِ :

بدأ مشوارَه منذُ المرحلةِ الابتدائيةِ، حين حصلَ على المركزِ الأول في دورتَينِ متخصصتينِ في الرسمِ، أقامتها شركة “جحا تون”، ليبدأ مشوارَه التدريبي معها في مجالِ الرسمِ، لتكونَ أولَ شركةٍ احتضنتْهُ، ورغمَ صغرِ سِنّه إلا أنه استغلَّ فترةَ تدريبِه مع الشركةِ لتطويرِ نفسِه، من خلال متابعةِ العاملين فيها، والاستفادةِ من خبراتِهم، والعودةِ لمنزلِه وتطبيقِ ما يتعلمُ.

عمل “نور” في مجلة “يزن”، لفترةٍ بسيطةٍ ، ثم انتقلَ لوحدة “زيتون”، للرسومِ المتحركةِ والألعابِ الالكترونيةِ، ويقول :”إنّ مجالَ الرسمِ كالبحرِ بلا نهايةٍ، موضحاً أنه _وفي كلِّ يومٍ_ يكتشفُ شيئاً جديداً في هذا العالمِ الكرتوني الواسعِ، حيث يتفرعُ الرسمُ الكرتوني _وفقا لنور_ إلى ثلاثِ مدارسَ وهي: المدرسةُ اليابانيةُ المتخصصةُ بما يُعرف بالأنيمي، والمدرسةُ الأمريكية “ديزني”، والمدرسة الفرنسية.

وأنتجَ “نور” هو ومجموعةٌ من أصدقائه قصةً مصورةً، عكستْ حياتَهم الشخصية، عن طريق “الكوميكس، والمانجا اليابانية”، وهي طرُقٌ لرسمِ “الأنيمي على غرارِ المسلسلِ الشهير “ناروتو”، ومن هنا كانت الانطلاقةُ حيثُ أسّس “نور” وبعضٌ من زملائه ” استديو بسكليت”، لإنتاجِ الألعابِ الالكترونيةِ والرسومِ، والتي جرتْ باحتضانٍ ودعمٍ من مؤسسةِ “ميرسي كور”.

انجازاتٌ عالميةٌ :

وأنتجَ “نور” من خلال الاستوديو عدةَ ألعابٍ إلكترونيةٍ منشورةٍ على الإنترنت، مِثل لعبةِ “سيارتنا”، “”Our car، كما صممَ غلافَ ألبوم لفرقةٍ موسيقيةٍ من بريطانيا، كما صممَ لعبةً تعليميةً سيجري توزيعُها على مدارسِ وكالةِ غوثِ وتشغيلِ اللاجئين، خلالَ الفترةِ المقبلةِ، بحيث تقدّمُ للطلبةِ على الأجهزةِ اللوحيةِ الحديثة.

وشارك “نور”، بعدّةِ معارضَ فنيةٍ، بعددٍ من الجامعاتِ الفلسطينية، واستطاع الفوزَ بأفضلِ مشاركةٍ شبابيةٍ بمعرضٍ نظمتْهُ جامعةُ غزة، رغم مشاركةِ عددٍ كبيرٍ من الفنانينَ والمجموعاتِ الفنيةِ، ويقولُ مصارحاً :” الفوزُ يعدُّ عاملاً للتشجيعِ على التطويرِ وتنميةِ القدرات، لا على الركونِ والوقوفِ عندَ هذا الحدِّ.

مواقعُ التواصلِ الاجتماعي كانت عاملاً مُهماً في تطويرِ وتنميةِ قدراتِ “نور”، فيقولُ:” تواصلتُ   مع عددٍ من الرسامينَ العالميين، ما ساعدَني في الاستفادةِ من ملاحظاتِهم، واكتسابِ خبراتِهم، والانطلاقِ أكثرَ في هذا العالمِ الراقي”.

فيما يشتكي “نور” من هيمنةِ التعليمِ النظري على حسابِ التعليمِ العملي، مطالباً بصقلِ المواهبِ وتنميتِها والتركيزِ على الجانبِ العملي، فهُم بحاجةٍ الى تطبيقاتٍ عمليةٍ، تساعدُهم في شقِّ طريقِهم نحوَ عالمِ الرسمِ وأصولِه ومبادئه .

كما حاول “نور” الابتعادَ عن مجالِ رسمِ “الكاريكاتير”، عازياً ذلك إلى أنه لا يريدُ الدخولَ في الأمورِ السياسيةِ، التي قد تَحملُها الرسومُ، مشيراً أنّ غزة تشهدُ عجزاً وعملاً بدائياً في هذا المضمارِ، داعياً إلى الاهتمامِ بالمواهبِ وتطويرِها واحتضانِها.

يطمحُ “نور” للوصولِ للعالميةِ ؛ ليكونَ رساماً في إحدى شركاتِ الألعابِ الضخمةِ، أو الرسومِ المتحركةِ “الأنيمشن”، قائلاً:” لا أريدُ أنْ أكونَ رساماً عابراً، بل أريدُ ترْكَ بصمتي، ورسالةٍ هادفةٍ.. فالرسمُ يوصلُ ما لم يستطعْ الإنسانُ  التعبيرَ عنه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى