مقالات

عودة الأحباب

عودةُ الأحبابِ .. للصحفية: مريهان أبولبن

هكذا كان عنوانُ اليومِ الذي عاد فيه المختطَفونَ الأربعةَ من مصرَ، فقد كان يومَ عيدٍ لقطاعِ غزةَ من شمالِه حتى جنوبِه؛ وكأنّ العيدَ قد جاء قبلَ شهرِ رمضانَ هذا العام! أصواتُ التكبيرِ، والأغاني الوطنيةُ، و الفرحةُ المقروءةُ على وجوهِ الأحِبةِ؛ انغنرستْ عميقاً في نفوسِنا؛ وكأننا جسدٌ واحدٌ طالما تألّمَ لغيابِ هؤلاءِ الشبابِ، وحُقَّ له الفرحُ بعودتِهم سواءٌ كان على معرفةٍ بهم أَم لا.

هذا الفرحُ الجميلُ مع طولِ الوجعِ لقُرابةِ سنواتٍ أربع؛ هو أُنموذجٌ مُصغّرٌ لكُلِّ معاناةٍ نعيشُها في فلسطينَ _وفي غزةَ تحديداً_ على يقينٍ أنّ الفرجَ سيأتي مَهما طالَ ليلُ الظلامِ والحصارِ والآلامِ، التي نعيشُها يومياً في سبيلِ الحفاظِ على الرَّمقِ الأخيرِ الباقي لنا بكرامةٍ.

هذا الفرحُ والفرجُ أُنموذجٌ يجعلُنا نعيشُ ما قرأناهُ في الأحاديثِ النبويةِ طويلاً؛ أنّ المؤمنَ يومَ القيامةِ عندما يُغمسُ في الجنةِ؛ ثُم يسألُه اللهُ _تعالى_ هل رأيتَ بؤساً قط؟ فيُجيبُ لا يا رب؛ مَهما كان العذابُ والأسَى والضررُ الذي تعرّضَ له في حياتِه الدنيا؛ لكنه من جميلِ الجزاءِ وحُسنِ المُنقلَبِ؛ لن يرى فائدةً من تَذكُّرِ ومقارنةِ معاناتِه؛ بالنعيمِ المقيمِ الذي يعيشُه تلكَ اللحظة.

وهكذا نحن، على أملِ الجزاءِ الكبيرِ، برحمةِ اللهِ _تعالى_ لنا؛ بصبرِنا وحُسنِ ظنِّنِا، بكُلِّ دعواتِنا التي قلناها بيقينٍ ذاتَ يومٍ، وبكُلِّ الانتصاراتِ الجزئيةِ التي يراها البعضُ بسيطةً؛ لكنها خطواتٌ مُهِمةٌ، ببابِ الرحمةِ، ومن قبلِه بابِ الأسباطِ، وما قبلَهما وبعدَهما من بشاراتِ نصرٍ في الأُفقِ، ولكننا نستعجلُ أحياناً..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى