غير مصنف

ذوو المتخابرين ضحايا تحت سياط الاتهام وظلم المجتمع

استطلاع- إسراء أبو زايدة

كبلد محتل؛ يسعى محتلّوه أن تكون لهم السلطة العليا بالإيقاع بين أبناء البلد الواحد والتفرقة بينهم، ليضمنوا أن يكون وجودهم طويلَ الأمد، وغالبًا ما يسعى المحتل لزعزعة أمن البلد ونشر الفساد بين أبنائه ببثه أخبار كاذبة، وتصيد أصحاب النفوس الضعيفة ليقعوا في شباكه، ويُسيِرهم لخيانة وطنهم، والأدهى من ذلك لا تقف الأمور عند الشخص نفسه، بل فعلته تؤثر على سمعة عائلته لآخر الزمن، مما يجعل الناس يتوجّسون خيفة من كل ما يمتّ له بصلة، وليس مجرد العائلة اللصيقة به.

وطالما أن القاعدة في الإسلام تشير إلى أن “المرء على دين خليله”، فلا داعي أن يجعل المرء نفسه في  صراع خطير ومرير؛ لأنه في المقابل لا ذنب لعائلته بفعلته ولا ذنب لأبنائه،  طالما ثبت بالدليل القاطع والبرهان الواضح أنه لا علاقة لهم من قريب ولا من بعيد بـ”المتخابر”  وأعماله.

أجرت ” الثريا” استطلاع رأي حول تعامل المجتمع مع ذوي المتخابر، وهل يتم قبول فكرة مصاهرتهم والتقرب إليهم أم يلجأ إلى نبذهم، تعتبر سالي عبد الله بأن المتهم بالتخابر مع الاحتلال يظلم عائلة برُمتها، فالإنسان ليس باستطاعته أن يختار عائلته، قائلة: ” كم من وردة خلفت شوكاً والعكس صحيح”.

وتوضح بأنه يجب النظر للفتاة على أساس أخلاقها ودينها، في حال كان أحد أفراد أسرتها متخابر مع الاحتلال، مشيرة إلى أن الشرع والقانون لا  يُحمِل فرد من العائلة خطيئة أخيه.
مستنكرة الدور الذي يقوم به المجتمع تحت شعار العادات والتقاليد بنسب الخطيئة لجميع أفراد الأسرة وتدمير سمعة بيت بخطأ فرد من أفراده.

ضحية التخابر

فيما تبدي نادين نعيم تعاطفها مع أسرة المتخابر، معتبرة أن المجتمع هو الذي يخلق هذه الأزمة كون العائلة تقع في دور الضحية، وتبين رأيها في النسب مع العائلة المتورطة بالتخابر، تقول:”  الأمر يحتمل أمرين، في حالة القبول تكون البنت ضحية لفعلة والدها، وكونها محترمة وملتزمة أخلاقيا ودينياً لا يمنع الارتباط بها، بينما في حالة الرفض تفكر أسرة الشاب في قصة السمعة السيئة وارتباطها بعائلة المتخابر لآخر العمر، ناهيك عن تلميحات المجتمع والإهانات المستمرة”.

ثقافة سلبية

فيما تستنكر فداء الخيري ما يقوم به المجتمع من تحميل الأمور أكثر من ما تحتمل، موضحة بالقول:” الفتاة لو كان لديها معرفة بالأمر أو حكم على ذويها لمنعتهم منذ البداية، وبالتالي يجب أن يتزوج بها شاب يخاف الله”.

وتبين الخيري بأن المجتمع ينسى القرآن الكريم ويلهث خلف العادات والتقاليد وثقافة المجتمع البالية، ويجب أن لا ننسى بأن الصفات مكتسبة وغير وراثية.

بينما تعتبر آيات أبو صفية بأن النظر للأمور من جوانب ضيقة يعتبر ظلم للفتاة، مُشبهة بالقول:”  بطن الأم بستان والأخوة يختلفوا عن بعض، بالتأكيد سيكون في كل عائلة الجاهل والمتعلم وسيء السمعة و النظيف”.
وتؤيد أبو صفية  ارتباط ابنتها بشاب ثبت بأن أحد من أفراد عائلته متورط مع الاحتلال، طالما أن أخلاقه تتحدث عنه، وسمعته حسنة.

فيما تؤيد عزة فريد العقاد فكرة النسب في حال معرفتها الجيدة بالفتاة وأنها على خلق ودين،  بينما لو كانت الفتاة من عائلة بعيدة  تستبعد فكرة الارتباط كونه واقع متأصل بالمجتمع الفلسطيني لا يمكن تغييره، وستظلم الفتاة مع ابنها، وهذا بعكس المجتمع الغربي الذي يعتبره حادث مؤسف حصل مع ذوي الشخص، ويعتبر الفتاة مظلومة كونها نشأت عند عائلة سيئة التصرف.

البحث عن الأفضل

بينما ترفض حنان أبو جلالة مصاهرة أسرة تبين أن أحد أفرادها تخابر مع الاحتلال، قائلة:” الشخص دائما يبحث عن الأفضل عند شراء مأكله ومشربه وملبسه، فبالتأكيد سيبحث عن أفضل ناس سمعة عند موضوع الزواج”، لافتة إلى أن عدم مناسبتهم لا يمنع من معاملتهم بالحسنى، ومساندتهم بالتغلب على مصيبتهم.

فيما تعبر دعاء فادي عن رأيها بالقول:”  بعيدا عن المثالية، إذا تم الزواج من عائلة المتخابر، سيقع الأولاد ضحية ذلك، والزوجة ستعنف من قبل الزوج، ناهيك عن معايرتها بكل صغيرة وكبيرة”. وتلفت إلى أن المجتمع الفلسطيني خالي من المثالية، فبالتالي لا يرحم على ذنب صغير كان أم كبيرا.

وتشير رولا جودة إلى قبول فكرة التعامل معهم من زاوية الجيرة والعمل كون لا تزر وازرة ورز أخرى، وفي المقابل ترفض فكرة النسب، مصداقاً لقول الرسول:” تخيروا لنطفكم إن العرق دساس”، كون اختيار النسب الجيد من وصايا الرسول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى