غير مصنففلسطينيات

نساء في المعتقل

بقلم : نهال صلاح الجعيدي

تحررت أنهار الديك ابنة الستة وعشرون عاما من معتقلات الاحتلال إثر الضغط التي مارسته المؤسسات الحقوقية والإنسانية وبعض المؤسسات المهتمة بشؤون المرأة على الاحتلال للإفراج عنها نظرا لوضعها الإنساني حيث تم اعتقالها في الأشهر الأولى من الحمل وبقيت في الاعتقال الإداري حتى انقضت فترة حملها و كانت تنتظر طفلها الذي سيوضع بعملية قيصرية وهي مكبلة اليدين والقدمين و دون توفير أدني رعاية صحية لها ولطفلها.

خرجت أنهار من غياهب السجن وتركت خلفها واحد وأربعون معتقلة فلسطينية يعانين من ظروف اعتقالية مأساوية ويتعرضن للإيذاء الجسدي والنفسي من قبل ادارة السجون ويحرمن من أدنى حقوقهن الانسانية في زيارة ذويهن أو حتى الاتصال والاطمئنان عليهم ضمن سياسة الاحتلال لتركيع الأسرى والنيل من عزيمتهم ومعناوياتهم.

خرجت وخلفها أربعة عشر أسيرة، أمهات حرمن من زيارة و مشاهدة أولادهن لفترات طويلة  ولديهن أطفال في مختلف الأعمار، يحرمون من رؤيتهن ويفتقدن إلى حنانهن والاجتماع بهن وخاصة الصغار جداً منهم، والذين يحتاجون إلى رعاية مباشرة ، حيث هناك منهن من تركن خلفهن أطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم عدة شهور حين الاعتقال,

وخمسة منهن طالبات في المرحلة الجامعية وترفض إدارة مصلحة السجون السماح لهن بالانتساب للجامعة لمواصلة مشوارهن التعليمي كجزء من التعذيب النفسي التي يتعرضن له صباحا ومساءا.

بينما سبعة معتقلات يعانين من أوضاع صحية سيئة ولا يتلقين العلاج المناسب، وفي مقدمتهن الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص ابنة الخمسة وثلاثون عاما، والتي تعاني من حروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في كافّة أنحاء جسدها عندما شبت النار في سيارتها وأصابتها بتشوهات بالغة في منطقة الوجه والظهر.

إن علينا واجبات تجاه الأسرى الذين ضحوا بأعمارهم وريعان شبابهم وقضوا جلها في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الأسيرات و أول هذه الواجبات أن تبقى قضيتهم على رأس أولوية الاعلام في فضح كل الانتهاكات ضدهم وابراز الحقيقة الجلية أنهم مارسوا حقهم الذي كفلته القوانين الدولية في الدفاع عن أنفسهم و تحرير بلاهم من الاحتلال ووالتأكيد على أن مقاومة الاحتلال واجبة ومشروعة ودحض كل الادعاءات التي توصمهم بالارهاب ; كما علينا أن نشد من أزرهم ورفع معناوياتهم من خلال اطلاق الحملات الالكترونية الدائمة والتي تختص بكل قضاياهم والبعد عن الموسمية في طرح معاناتهم.

والمشاركة في كل الفعاليات الخاصة بالأسرى وعلى رأس هذه الفعاليات هي الاعتصام الأسبوعي في الصليب الأحمر والذي يشهد تراجعا كبيرا في عدد المشاركين وكذلك مطالبة كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية، برفع الصوت عاليا في كل المنابر والمحافل من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لوضع حد لمعاناتهم والإفراج عنهم والدفاع عن حقهم  في الحرية والانعتاق.

وأن يكون ملف الأسرى على رأس أجندة المقاومة، وأن تصل الرسالة جلية للاحتلال بأن الأسرى خط أحمر   وأن قضيتهم صاعق تفجير لأمن المنطقة برمتها وعلى القيادة السياسية والدبلوماسية ممارسة واجباتها والإيعاز للسفارات بتكثيف جهودها في الرأي العام الغربي للضغط لاطلاق سراحهم وتجريم العدو الغاشم عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى