تفسير الآية “وإنْ عاقبتُم فعاقِبوا بمِثلِ ما عوقِبتم به”

الدكتور عبد الباري بن محمد خلّة
ما هو تفسيرُ قولِه تعالى ‘ وإنْ عاقبتُم فعاقِبوا بمِثلِ ما عوقِبتم به” هل المقصودُ من الآيةِ هذه العقابُ بمِثلِ العقابِ ؟
العدلُ مطلوبٌ، والفضلُ مطلوبٌ، فإنْ اقتضَى الأمرُ العدلَ؛ فلا بدَّ من المماثَلةِ، وإنْ اقتضى الأمرُ الفضلَ؛ فلا بدَّ من العفوِ، ومن الملاحَظِ أنه لا يجوزُ حرْقُ الكافرِ، أو المسلمِ مَهما كانت جريمته، كسياسةٍ عامةٍ؛ لكنْ يجوزُ في بعضِ الحالاتِ كسياسةٍ شرعيةٍ؛ كأنْ كان المحاربونَ لا يزجرونَ إلّا إذا فُعلَ بهم ذلكَ، فيجوزُ ذلك سياسةٌ شرعيةٌ، لكنّ عامةَ الأدلةِ تدلُّ على معاملةِ الناسِ بالحُسنى والعفوِ.. والحديثُ في هذا المجالِ يطولُ، يقولُ اللهُ تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) يأمرُ تعالى بالعدلِ في الاقتصاصِ، والمماثلةِ في استيفاءِ الحقَّ .