استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناس

ما المقصودُ بلُقمةِ الزقّومِ والقلاش ؟

الدكتور عبد الباري بن محمد خلّة

هو ذوقُ الطعامِ من البضاعةِ قبلَ الشراءِ، ويكونُ بحَسبِ العُرفِ، فإن كان مما يؤثَرُ فيه الحلاةُ والمرارةُ؛ فلا بأسَ أنْ يشرُطَ المشتري على البائعِ الذوقَ، وهنا يكونُ المسلمونَ على شروطِهم .

وإنْ كان مما لا إطعامَ فيه؛ فلا ينبغي للمشتري أنْ يذوقَه، وإنْ كان عِطراً فلا بأسَ أنْ يشمَّه، وهو في إحكامِه –وعائه_ فإنْ لم تظهرْ رائحتُه إلا بالفتحِ؛ فلا بأسَ بوضعِ شيءٍ على يدهِ ليشمَّه؛ إنْ كان يريدُ الشراءَ، أمّا إنْ كان لا يريدُ الشراءَ؛ فيَحرُمُ عليه ذلك، ويكونُ من أكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ، وقد نُهينا عن الانتفاعِ بما يملِكُه الآخَرونَ إلا بإذنِ صاحبِه.

فيقولُ الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ. النساء: 29.

 وهذا ما يسمَّى “بالقلاّش” الذي يأتي إلى السوقِ؛ ولا يريدُ أنْ يشتري، فيأتي في الصباحِ يريدُ أنْ يفطرَ؛ فيَمُرَّ على الباعةِ؛ يأخذُ من هذا لقمةً كأنه يذوقُ؛ ثُم يذهبُ إلى هذا ويأخذُ منه لقمةً؛ فلا ينتهي من السوقِ إلا وقد قضى شهوتَه وحاجتَه من السوقِ! وهذا حرامٌ بل إنّ العامةَ تسمِّي ذلك بلُقمةِ الزَقُّومِ .

وعليه فلا يجوزُ للمشتري أنْ يذوقَ إلا للضرورةِ وبعدَ الإذنِ؛ لأنّ ما أُكلَ من غيرِ رِضا فهو مذمومٌ، والورعُ أنْ يتجنّبَ ذلك كلّه. واللهُ أعلى وأعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى