استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناس

حُكم تأخيرِ دفنِ الميتِ

الدكتور عبد الباري بن محمد خلّة

“إكرامُ الميتِ دفنُه” وهذه العبارةُ ليست حديثاً عن النبيّ _صلى الله عليه وسلم_ لكنّ معناها صحيحٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ) فمِن السُّنةِ أنْ يُعجّلَ بالجنازةِ؛ ولا تؤخَّرْ إلا لسببٍ شرعيّ، البعضُ يتساءلُ: لو تُوفِّيَ المريضُ ليلاً عندَ أذانِ العِشاءِ؛ هل يُدفنُ أَمْ يبقَى ليُصلَّى عليه الفجرَ مِثلا؟

نجيبُ هنا؛ يجوزُ دفنُ الميتِ ليلاً ولا كراهةَ في ذلكَ إنْ كان هناك إضاءةٌ وعدمُ خوفٍ.. إلى غيرِ ذلك، وقد دفنَ النبيُّ _صلى الله عليه وسلم ليلاً، ودفن أبو بكر، وعثمان، وعائشة، وابن مسعود ليلاً، وهذا يدلُّ على أنه لا كراهةَ في دفنِ الميتِ ليلاً.

السُّنةُ أنْ نُسرعَ بتجهيزِ الميتِ والصلاةِ عليه ودفنِه، ويُكرَهُ تأخيرُ ذلك كثيراً؛ ويُمكِنُ أنْ نؤخِّرَ الدفنَ قليلاً لعُذرٍ كانتظارِ قريبٍ، أو تكثيرِ المصلّينَ.. أو نحوِ ذلك؛ على أنْ لا يشُقَّ ذلك على الناسِ، أو يتأثّرَ الميتُ من طولِ المُكثِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى