فلسطينيات

اتفاقيات ما يسمى “السلام الإبراهيمي”

الجزء الأول

بقلم: نهال صلاح الجعيدي

وقعت بعض الدول العربية(الامارات_ البحرين_ السعودية_ السودان _المغرب) عام 2020م اتفاقيات تطبيع  مع الاحتلال الاسرائيلي سميت ب “اتفاقيات ابراهام” كما تم  الاعلان عنها.

 وتُلَمّح بعض المصادر “الإسرائيلية” والأمريكية إلى أنَّ هذه الاتفاقات تأتي في سياق أوسع حيث ستلتحق العديد من الدول العربية في هذا المسار بعد فترة، و لقى هذا التوجه تشجيعًا من الإدارة الأمريكية، وتحديدًا من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

تعود فكرة “السلام الإبراهيمي” إلى نظرية صدام الحضارات لصموئيل هنتجتون التي جاءت امتداداً لأفكاره منذ سبعينات القرن العشرين التي تبناها المحافظون الجدد بالإدارات الأمريكية المتعاقبة وعلى رأسهم وزير الخارجية كيسنجر ثم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1978م.

وقد ظهر المفهوم في إطار الترتيبات لاتفاقية كامب ديفيد والتي فسرها في دراسته المنشورة في كتاب “دم إبراهام” عام 1985م بتأثيرٍ واضحٍ من الصهيونية المسيحية في مقاربة تاريخية للروايات التلمودية.

وفي ولاية الرئيس الأمريكي جورش بوش الأب الذي تحدث عن النظام العالمي الجديد بعد انهيار المنظومة الاشتراكية ازدادت المقاربات والتسويق لهذا المفهوم، وقامت جامعة هارفارد باعتماد خطة للبحث فيه، عن طريق إعادة قراءة النص الديني في الاسلام والمسيحية واليهودية وتم استخدام الإبراهيمية لتكون مدخلاً ومنطلقاً لقبول التصالح والتطبيع والتحالف.

وفي هذا السياق يأتي استخدام الدين كبُعد من الأبعاد الحاكمة في العلاقات الدولية ومحدد لطبيعة العلاقات والتوازنات والتفاعلات فيما بين الدول والشعوب.

فتم توظيف الدين في خدمة استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية والمشروع الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية وأنه مدخلاً للتسوية وإنهاء حالة الصراع، وهذا مفهوم جديد لحل النزاعات والصراعات الممتدة والقائمة على أبعاد دينية وتاريخية متشابكة، و هذه الاستراتيجية الاستعمارية هي تمهيد لتَغييب التناقض الوجودي بين المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني وبين الحقوق الوجودية والحضارية والتاريخية للشعب الفلسطيني والعربي تحت مسميات كبرى مثل النظام العالمي الجديد، أو الشرق الأوسط الجديد، أو السلام الإبراهيمي أو صفقة القرن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى