ثورة التيك توك وفضح جرائم الاحتلال

كتب: فادي رمضان كاتب ومحلل سياسي
بات واضحاً أن التقدم الكبير في جميع مجالات الحياة في عصر أطلق عليه عصر السرعة، عادة ما يحتاج لأدوات ووسائط يستطيع من خلالها المواطن من مواكبة هذا التطور والتكيف معه، وكان المشهد أكثر حضوراً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة والتي أصبحت لها الأثر الأكبر في القضايا السياسية والاجتماعية وقضايا الرأي العام وغيرها من القضايا، مما دفع محللي دولة الاحتلال والباحثين عن سبب تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس لتسليط الضوء عليها، ونسب لشبكات التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في زيادة وتيرة عمليات المقاومة من خلال تقرير عنونته الصحافة الصهيونية ب- ثورة التيك توك تساهم بشكل كبير في زيادة أعمال المقاومة في مناطق الضفة والقدس.

وتجاهل في تقريره الحقيقة الرئيسية لجوهر هذا الصراع من احتلاله للأراضي الفلسطينية والعربدة الصهيونية لدولة الاحتلال في “القدس الشريف” والتدنيس المستمر لجنوده ومستوطنيه للمسجد الأقصى.
ولكن من الجيد أن نلقي الضوء على دور شبكات التواصل في معركتنا مع الاحتلال الصهيوني، وخاصة بعد نشر مقاطع متعددة لمقاومي الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.
فالاحتلال منذ عقود طويلة مسيطر بشكل كبير على وسائل الإعلام العالمي الرسمي والداخلي الصهيوني والذي يخضع لرقابة أمنية محكمة، مستغله خير استغلال في توجيه الرأي العام الدولي لصالحه محرضا على المقاومة الفلسطينية، ومبرزا دولة الاحتلال بضحية متكالب عليها من محيطها.
يأتي هذا التقرير بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات التيك توك كما نشر في التقرير خطرا حقيقيا على الاحتلال كما يدعي، ليس لأنها سبب في زيادة أعمال المقاومة ونشر الفكر الثوري وتأجيج الحماس لدى الشباب الفلسطيني فحسب، بل لأنها:
أولا: وسيلة لنشر الوعي بين الشعوب العربية والإسلامية عن القضية الفلسطينية.
ثانيا: لأنها وسيلة لفضح ممارسات الاحتلال بحق كل ما هو بشر وحجر وشجر من خلال الفيديوهات والصور والبث المباشر.
ثالثا: لأنها وسيلة وطريقة سهلة للالتفاف على الإعلام الموجه أيضا.
رابعا: عدم قدرة دولة الاحتلال حتى الآن من ضبط محتوياته وتوجيهها.
خامسا: لأن التيك توك مملوكة لشركة بايت دانس الصينية، الصين الحليف الروسي ضد الغرب ضمن التحولات السياسية الجديدة في العالم..
يأتي التقرير ضمن سياسة التحريض على التيك توك بعد أن سيطر الاحتلال على بعض شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، ووضع محاذير تمنع نشر كل محتوى يتم فيه دعم المقاومة، ويفضح ممارسات الاحتلال الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني، لذلك يجب دعم هذه الوسائل بشكل أوسع وأعمق بمحتويات هادفه ومركزة نستطيع من خلالها دعم المقاومة وغيرها من الأفكار الداعمة للقضية الفلسطينية.