اسأل ونحن نجيبك مع فتاوى الثريا”زكاة الفطر”

إعداد: أنوار هنية
لا يخلو الصائم في الغالب من الخوض واللهو ولغو الكلام، وما لا فائدة فيه من القول والرفث لذلك فرض الله زكاة الفطر علي كل مسلم لتكون تطهيراً له مما وقع فيه من هذه الألفاظ المحرمة أو المكروهة، التي تنقص ثواب ، ليناله كاملا ، نتحدث مع د. ماهر السوسي عن زكاة الفطر و كل ما يدور حولها من تساؤلات
ما المقصود بزكاة الفطر ؟
زكاة الفطر هي الصدقة تجب بالفطر من رمضان، طهرة للصائم: من اللغو، والرفث
الأصل في وجوب زكاة الفطر في عموم الكتاب وصريح السنة والإجماع
أما عموم الكتاب فقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}
وأما السنة؛ فالأحاديث كثيرة، ومنها حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين)
وأما الإجماع فأجمع أهل العلم أن صدقة الفطر فرض كما قال الإمام ابن المنذر رحمه الله (وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض وأجمعوا على أن صدقة الفطر تجب على المرء، إذا أمكنه أداؤها عن نفسه، وأولاده الأطفال، الذين لا أموال لهم، وأجمعوا على أن على المرء أداء زكاة الفطر عن مملوكه الحاضر )
ما الحكمة من وجوب زكاة الفطر؟
لا شك أن مشروعية زكاة الفطر لها حِكم كثيرة من أبرزها وأهمها الحكم الآتية:
• طُهرةٌ للصائم، من اللغو والرفث، فترفع خلل الصوم، فيكون بذلك تمام السرور.
• طعمةٌ للمساكين، وإغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم؛ ليكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.
• حصول الثواب والأجر العظيم بدفعها لمستحقيها في وقتها المحدد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس المشار إليه آنفاً: ((فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)
• زكاة للبدن حيث أبقاه الله تعالى عاماً من الأعوام، وأنعم عليه سبحانه بالبقاء؛ ولأجله استوى فيه الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والغني والفقير، والحر والعبد، والكامل والناقص في مقدار الواجب: وهو الصاع.
عمن تُؤدَّى زكاة الفطر ؟
صاع من طعام، عن قوته وقوت أهل بيته الذين تجب نفقتهم عليه؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان على كل نفسٍ من المسلمين: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ، أو امرأةٍ، صغيرٍ، أو كبيرٍ، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير)
ما وقت إخراج زكاة الفطر؟
درجات إخراج زكاة الفطر على النحو الآتي
الدرجة الأولى: جواز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه: ((… وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.
الدرجة الثانية: وقت الوجوب: هو غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ فإنها تجب بغروب الشمس من آخر شهر رمضان، فمن تزوج، أو ملك عبداً، أو وُلِد له ولد، أو أسلم قبل غروب الشمس، فعليه الفطرة، وإن كان ذلك بعد الغروب لم تلزمه، ومن مات بعد غروب الشمس ليلة الفطر فعليه صدقة الفطر
الدرجة الثالثة: المستحب إخراج زكاة الفطر يوم الفطر قبل صلاة العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما ((فمن أداها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)).
الدرجة الرابعة: لا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد على القول الصحيح، فمن أخَّرها بعد الصلاة بدون عذر، فعليه التوبة، وعليه أن يخرجها على الفور، وقال الإمام ابن باز رحمه الله: ((الواجب… إخراجها قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد)
ما مقدار الصاع الذي تؤدى به زكاة الفطر ؟
هو صاع النبي صلى الله عليه وسلم . وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: ((المقدار الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد بصاع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومقداره بالكيلو ثلاثة كيلو تقريباً وقدرت في عامنا هذا بتسعة شواقل