انجازات المقاومة في المواجهة الأخيرة.
كتب : د. خالد النجار
انتهت جولة التصعيد، ولم تنتهِ المواجهة مع الاحتلال، فالعدو يبحث عن استعادة الردع بكل الوسائل الممكنة، وبأي مكان يقدّره الاحتلال بأنه الأنسب لحفظ ماء الوجه الذي اغبَرّ وساء، وتقطع وسقط خجلاً أمام ضربات المقاومة وصمودها، وقدرتها على إدارة المواجهة باقتدار وإصرار على كسر سواعد العدو الصهيوني، انتقامًا وثأرًا لاغتيال الشيخ خضر عدنان.
هي جولة زادت من ذعر الاحتلال، وفرملت اندفاعه في غزة بعد قرار الكابينت الصهيوني بمهاجمة القطاع بشكل موسع حتى لو كان هناك اضطرارًا لتوسيع العمليات، إلا أن ما أظهرته المقاومة خلال ساعات ضرب العدو على الحزام، وأضرم النار في “الكرياة”.
وبعد ساعات معدودة لم يستطع الاحتلال مواصلة عملياته بعد أن أعدت المقاومة كمائنها الجوية والبرية، لثبيت قواعد الاشتباك وردع الاحتلال؛ حيث حققت المقاومة من هذه الجولة العديد من الإنجازات، أهمها:
- امتلاك القدرة والسيطرة الميدانية الكاملة، وتثبيت قواعد ردع الاحتلال، وقراءة المعطيات أولاً بأول، لتوسيع مديات الرشقات الصاروخية، وفق حسابات دقيقة جدًا.
- رغم أن القوات الجوية الصهيونية كانت تندفع نحو تنفيذ أهدافها بشكل مركز وواسع، إلا أن سلاح جو المقاومة استطاع أن يهدد طائرات الاحتلال، وتحولت سماء غزة لأجواء تشكل تهديدًا حقيقيًا ومقصلة اعدام لسلاح الجو الصهيوني.
- على المستوى الوطني، شكلت حالة الإجماع بين فصائل المقاومة أنموذجًا يجسد ملحمة تاريخية، استطاعت من خلالها المقاومة أن تُفشل الجيش الصهيوني الذي حاول التفرد بساحة واحدة، ومن المؤكد أن وحدة الساحات باتت قرارًا فلسطينيًا مستقلاً، لا يحتكم لأجندات خارجية.
- على المستوى الشعبي، نجحت المقاومة في إثبات أنها الأقدر على حماية الحقوق الفلسطينية، والدفاع عن أبناء شعبنا، وعن الأسرى، واستعادة الوحدة الوطنية المتمثلة في وحدة الميدان، والنهوض بمستقبل الشعب الفلسطيني الذي حتمًا سينال حريته ويعود لأرضه.
- على المستوى الإقليمي، أظهرت المقاومة أنها خير من يمثل القضية الفلسطينية، وأنها جادة في التعاون مع الوسطاء، وأنها وحدها من يمتلك القرار الذي يتناسب مع المنطقة، ومع التوجهات التي تدعم الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، وأن لديها استراتيجيات متوازنة للحفاظ على موقعها الاقليمي الذي يتصاعد بشكل ملحوظ.
