فلسطينيات

ما بين ثأر الأحرار ومسيرة الأعلام أيام على العدو ثقال

كتب أ. فادي رمضان


انتهت جولة من جولات الصراع بين المقاومة في قطاع غزة والقوة العسكرية الاولى في الشرق الأوسط -دولة الاحتلال- بعد بدء العدو المعركة بعملية غدر واغتيال لثلاثة من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فجر يوم الثلاثاء الموافق 9 من مايو /آيار، وما اعقبه من اغتيال قادة آخرين وارتقاء آخرون من الاطفال والنساء خلال جولة أجمع الكتاب والمحللون والإعلاميون على نجاح غرفة العمليات المشتركة بإدارتها بضربات صاروخية مركزة لوسط وجنوب دولة الاحتلال.

وبالرغم من ارتقاء 33 شهيدا و147 جريحا، الا ان الكلمة الاخيرة كانت لغرفة العمليات المشتركة بتنفيذ ضربة صاروخية كبيرة حتى الدقيقة الأخيرة قبل وقف اطلاق النار، والوصول لصيغة اتفاق مع العدو برعاية مصرية بعد خمسة ايام من المعركة، وتم الحديث مطولا عن أبرز ما حققته المقاومة من انجازات خلال المعركة بداية بلغة الصمت التي اتقنتها المقاومة، مروراً بالضربات الصاروخية المركزة.

وبالرغم من تباين بعض المواقف في قوة الاتفاق، الا اننا يجب الا نتجاهل نقطة مهمة، ألا وهي ان المعركة فُرضت على سرايا القدس والغرفة المشتركة، وان الاحتلال ابتدأها بضربة غادرة، محاولاً انهاء المعركة في بدايتها عبر عملية الاغتيال، ولكن المقاومة اثبتت انها هي صاحبة اليد العليا، وهي صاحبة القرار في انهاء المعركة، وان سياسة الاغتيالات لن ولم تؤثر على قوة وبقاء المقاومة، وأؤكد هنا أنه حتى لو لم يتم الحصول على انجازات ضمن صيغة اتفاق وقف اطلاق النار على أبعد تقدير، وبقاء المقاومة ثابته بالشكل الذي خرجت به بضربة صاروخية كبيرة، وبقاء جهوزيتها لمعركة أخرى وجولة قادمة، قادرة فيها على إذلال دولة العدو وقادته، وعدم وصول العدو لما شاء من أهداف لكفتها ضمن هذه الجولة.

وبعد انتهاء عملية ثأر الأحرار والمقاومة رافعة رأسها بإنجازات ومعادلات جديدة فرضتها على العدو خلال المعركة، فلها انجازات تحققت بعد انتهاء الجولة متمثلة في أمرين.:


اولاً: استفادت المقاومة من خلال المعركة بمعرفة الطرق والأساليب الجديدة التي يتبعها العدو، ومدى تطور الاسلحة التي استخدمها خلال المعركة من خلال متابعتها، مما يعطي المقاومة وعناصرها القدرة على دراستها من قبل المختصين، وتطوير قدراتها بناءً على ذلك، مما يُصَعب من عمليات العدو في قطاع غزة.


ثانيا: اغتيالهم للقادة وهم أصحاب سجل نضالي طويل مشرف، وغالبا ما يجهله عامة المجتمع الا المقربون من هذه الحلقة، يبث ويجدد روح المقاومة والجهاد لدى الشارع الفلسطيني والشباب، عندما يتم الكشف عن تاريخ هؤلاء القادة الجهادي وسجلهم المفعم بالنضال، مما يشعل ذروة الجهاد والاقتداء بهؤلاء الأبطال، ويُفشل مخططات العدو ودراساته التي ينفق عليها ملايين الدولارات، والتي تهدف لنزع روح المقاومة والجهاد لدى الشباب.


خرجت غرفة العمليات المشتركة من معركة ثأر الاحرار ولا زال سيف القدس لن يغمد، بعزيمة قوية، بلسان موحد، بأن بوصلة القدس لن تُحرف عن مسارها أبداً، مهما حاول العدو من الاستفراد بها، وبينما حكومة الاحتلال تتجهز لما يسمى بيوم مسيرة الاعلام يوم الخميس الموافق 18 من مايو/آيار، والحديث عن نية الحكومة السماح للمستوطنين بالسير كما هو مخطط لها والمرور في الاحياء الاسلامية، تتجهز فصائل المقاومة لهذا اليوم باستخدام الدبلوماسية بداية ًعبر الوسطاء لمنع انزلاق المنطقة لمعركة جديدة، وابراز مدى خطورة هذا الأمر لما فيه من استهتار وتجرؤ على مشاعر المسلمين أولاً، وتثبيت معادلات جديدة في القدس وهو ما يرفضه كل فلسطيني، لذلك مطلوب:


أولاًبشكل عاجل مخاطبة اللجان الشعبية في الدول العربية والاسلامية والجاليات الاسلامية في العالم الغربي لتسيير احتجاجات، ووقفات، تندد بهذا الأمر واظهار مدى خطورته وتجريم العدو.


ثانياً: التكاتف الاعلامي المحلي والدولي وتسليط الضوء على هذا اليوم بشكل مكثف.


ثالثا: على المقاومة اتخاذ اقصى درجات الحذر، فهناك احتمالية من قيام العدو بتشتيت الانظار باستخدام ما يسمى بمسيرة الأعلام، والقيام بتنفيذ غدر جديد ضد قيادة المقاومة في قطاع غزة يسبق هذا الحدث.


رابعاً: على المقاومة في جميع الساحات والجبهات الاستعداد لمنع ذلك بشتى الطرق لو فشلت الطرق الدبلوماسية، وما أشبه اليوم بالأمس، ولا زلنا نتلمس ظلال معركة سيف القدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى