
كتب : د. خالد النجار
لن تنسى الأجيال هذه الكلمات التي كتبت بالنار وبركان الضفة الثائر، وقناص القسام الذي دخل على العدو الباب، فانتصر عليهم وهزمهم، وقتلهم، وبدد جمعهم، ومزق أشلاءهم، فكانت كلمة المقاومة والأحرار والثوار هي العليا، وكلمة المارقين العابرين، والمندسين، والمهزومين المأزومين هي خيبة، وندم، وخسران مبين.
جنين لن تكون وحدها، بل كل شعبنا في كل أصقاع الأرض، له من جنين نصيب، ومن أرضها الطيبة التي جبلت بدماء الشهداء ذكرى تخلد في نفوس المقاومين الذي أخذوا على عاتقهم حماية الأرض والمقدسات والإنسان، وتدفيع العدو الثمن الكبير، وملاحقته في كل مدننا المحتلة، ولن تُغلق أمامهم أبواب، أو جسور، أو سدود، بل ستُفتح لهم كل الأبواب بقوة الله العزيز الجبار.
إن الثورة التي تتسع شرارتها في كل مكان بالضفة، هي نتاج الجهد الوطني والصمود الأسطوري لأبناء شعبنا وقوى المقاومة، فالإرادة التي تُبنى بين تدفق الدماء والأشلاء، هي ثورة الخالدين والفاتحين الذين مضوا في طريق المقاومة والتضحيات، وهي النهج الأصوب لكل مسارات شعبنا ومقاومته الخالدة.
لقد جاءت تصريحات القسام عبر الناطق الرسمي للكتائب أبو عبيدة، والإعلان عن تبني عدة عمليات فدائية ونوعية، هزت عرش دولة الكيان بعد العدوان على جنين، كالنار في خيمة العدو التي احترقت في جنين وفي كل محافظات الضفة الغربية، وجاءت لتعيد للاحتلال ذكريات هزائمه التي سُطرت في غزة والضفة، وترسم لوحة انتصار وبطولات جديدة قادها المقاومون وحماها أبناء شعبنا العظيم الذي يقف بجانب مقاومته وتوجيهاتها وخياراتها.
إن حالة التنافس بين الشباب الثائر في الضفة، والسباق نحو مقاومة الاحتلال، هي بمثابة فشل استراتيجي للعدو الصهيوني الذي راهن عبر سنوات طويلة على نجاح استراتيجية كي الوعي والتي استهدفت أبناء شعبنا الثائرين كالبركان بين حطام النار، فلقد عبّرت قوى صهيونية عن خيبة أملها بعد أن وصل المقاومين في الضفة إلى ذروة السباق نحو العمل المقاوم وتدفيع العدو ثمنًا كبيرًا، وهو ما كان يولد الخشية بين المستوى السياسي الصهيوني بعد معركة سيف القدس والتي كانت محركًا رئيسًا لأبناء شعبنا للتمسك بخيار المقاومة وطرد الاحتلال عن أرض فلسطين.